الشركاء الدوليين, تحالفات

اختتام اعمال مؤتمر الشبكة العربية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد

اُختُتِمَت في بغداد أعمال المُؤتمر الوزاريِّ السادس للشبكة العربيَّة لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد المُنعقِد للمُدَّة من 15 – 16/4/2018، بــ(إعلان بغداد)

الذي أشار إلى وجود علاقةٍ وثيقةٍ بين انتشار الفساد وانعدام الأمن وتنامي حالات التطرُّف العنيف والإرهاب؛ ممَّا يستوجبُ تحقيق ربطٍ ملموسٍ على مستوى السياسات العامَّة بين جهود مكافحة الفساد وجهود حماية الأمن وترسيخه، داعياً إلى الاستمرار في العمل على تعزيز التشاركيَّة والفعاليَّة في وضع وتنفيذ الاستراتيجيات الوطنيَّة لمكافحة الفساد وربطها بالمعايير والمُؤشِّرات الدوليَّـة.

وشدَّد الإعلان على أهميَّة اعتماد رؤيةٍ شاملةٍ لمفهوم الأمن لا تقتصرُ على دور المُؤسَّسات الأمنيَّة التقليديَّة، بل تأخذُ في الحسبان الأبعاد الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة التي تستوجبُ التركيز عليها؛ لصون أمن الإنسان والمُجتمع من آفة الفساد، وتوجيه استراتيجيَّات النزاهة ومكافحة الفساد لتشمل قطاعاتٍ ذات أولويَّةٍ من منظور “المفهوم الشامل لأمن الإنسان”، مُطالباً الشبكة العربيَّة لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد بتوسيع نشاطاتها في مجال تنمية القدرات لدى الوزارات والهيآت المُتخصِّصة والرقابيَّة والقضائيَّة المعنيَّة والمُنظَّمات غير الحكوميَّة من خلال التدريب وتوفير المشورة، وتيسير تبادل التجارب والخبرات.

وتخلَّل وقائعَ اليوم الثاني للمؤتمر، الذي شهد تسلُّم رئيس هيأة النزاهة الدكتور حسن الياسريِّ رئاسة الشبكة لدورتها السادسة، عقدُ سلسلةٍ من جلسات العمل التي تناولت أوجه العلاقة بين الفساد والأمن وآثارها في التنمية المُستدامة، وتعزيز النزاهة في المُؤسَّسات الأمنيَّة التقليديَّة وخطر الفساد على الأمن الاقتصاديِّ وسبل التصدِّي له، فضلاً عن الشفافيَّة والمساءلة؛ لتحسين جودة الخدمات العامَّة والنجاعة في تقديمها.

وتحدَّث رئيس هيأة النزاهة الدكتور حسن الياسريُّ عن الآليَّات الجديدة التي سلكتها هيأة النزاهة في العراق، مُبيِّناً أنَّها تمتازُ بالطابع الميدانيِّ البعيد عن الأطر التقليديَّة؛ ممَّا يُعَدُّ عملاً رائداً على مستوى المنطقة، مُشيراً إلى أنَّ تلك الآليَّات المُبتكرة من قبل الهيأة قادت إلى الانتقال من عملها المكتبيِّ إلى العمل الميدانيِّ عبر مجموعة إجراءاتٍ، منها: تأليفُ الفرق الميدانيَّة التحقيقيَّة التدقيقيَّة والأخرى الجوَّالة التفتيشيَّة السريَّة، فضلاً عن توسيع دائرة الشكاوى والوصول إلى المواطن عبر منافذ عديدةٍ ومُتنوِّعةٍ.

وأشار إلى أخذ الهيأة بروح القانون؛ بغية توسيع صلاحيَّاتها؛ ممَّا تمخَّض عن مراجعة ملفَّات عقارات الدولة ورصد وتشخيص المُخالفات التي طرأت عليها، إذ أسفر ذلك عن إعادة عشرات العقارات تبلغ أقيامها مليارات الدنانير إلى ملكيَّة الدولة، فضلاً عن متابعة المنافذ الحدوديَّة والكمارك ودوائر الضريبة وغيرها من المُؤسَّسات والدوائر ذات الطابع الخدميِّ.

وسلَّط الدكتور الياسريُّ الضوء على مُسوَّدات ومشاريع القوانين العديدة التي قدَّمتها الهيأة؛ لتطوير المنظومة القانونيَّة لمكافحة الفساد، مُبيِّناً أنَّ الهيأة أعدَّت أكثر من (20) مشروع قانونٍ تتعلَّق بتطوير منظومة مكافحة الفساد، كان في مُقدِّمتها مشروعات قوانين الكسب غير المشروع وحقِّ الحصول على المعلومة وحماية الشهود وغيرها من مُسوَّدات القوانين التي اقترحتها الهيأة. 

ونوَّه بإعداد الهيأة رؤى تتضمَّن آلياتٍ جديدةً لعمل الحكومة والبرلمان تحملُ في طيَّاتها طرحاً غير معهودٍ في عمل هيآت مكافحة الفساد من قبيل (رؤية هيأة النزاهة في مكافحة الفساد) و(خارطة طريق مكافحة الفساد – على المديَينِ القريب والبعيد –)، فضلاً عن إعداد الاستراتيجيَّة الوطنيَّة لمكافحة الفساد، مُشدِّداً على أنَّ الهيأة استطاعت أن تُحقِّقَ ثورةً توعويَّةً كبرى؛ عملاً بمُستلزمات الوقاية من الفساد التي تتطلَّب مجموعة تدابير وإجراءاتٍ وعوامل، من بينها التثقيف والتوعية بمخاطر الفساد. 

كما عُقِدَت جلسةٌ لاستعراضٍ أداء الدول العربيَّة من منظور المُؤشِّرات الدوليَّة وسبل الارتقاء به، تخلَّلتها مقارنةٌ لأبرز المُؤشِّرات الدوليَّة وموقع البلدان العربيَّة عليها، وفرص تعزيز الارتقاء على تلك المُؤشِّرات، والعلاقة بين بيئة الأداء الاقتصاديِّ وإمكانيَّة الاستدامة واستمرار النمو، مع الإشارة إلى أنَّ أكثر المُؤشِّرات شهرةً قد لا تكون بالضرورة الأكثر موضوعية. وشملت الجلسات مناقشة أحدث الابتكارات في مجال الوقاية من الفساد، وجلسة للمجموعة غير الحكوميَّة بالشبكة العربيَّة تطرَّقت إلى التقدُّم في تنفيذ خطَّة العمل ودور المجموعة في الحالات المُتأثِّرة بالنزاع وأولويَّات خطَّة العمل المُستقبليَّة .

ووُزِّعَت شهاداتٌ تقديريَّةٌ بين أعضاء الوفود المُشاركة ومُمثِّلي المُنظَّمات المجتمعيَّة وعددٍ من الناشطين والخبراء والمعنيِّين في مجال تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد ومنها مؤسسة النهرين لدعم الشفافية والنزاهة NFTI والتي هي عضوا في الشبكة العربية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *